«فايننشال تايمز»: نيويورك تسعى لتحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول 2040

«فايننشال تايمز»: نيويورك تسعى لتحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول 2040
انبعاثات - أرشيف

حذر المراقب المالي لمدينة نيويورك، براد لاندر، من أن صناديق التقاعد العامة في المدينة قد تتخلى عن مديري الأصول الذين لا يمتثلون للخطط التي وضعتها، مشيرًا إلى أن هذه الخطط يجب أن تتماشى مع هدف المدينة المتمثل في تحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2040.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، اليوم الأربعاء، جاء هذا التحذير في وقت حساس حيث تواصل صناديق التقاعد في نيويورك، التي تدير أصولًا تقدر بمليارات الدولارات، ضغطها على شركات إدارة الأصول مثل "بلاك روك" لتقديم خطط مناخية واضحة وفعالة.

ووجه لاندر تحذيرًا صارمًا إلى مديري الأصول في المدينة، مؤكدًا ضرورة تقديم خطط انتقالية موثوقة تضمن التزام الصناديق بتحقيق أهداف المناخ.

وأشار إلى أن شركات إدارة الأصول، مثل "بلاك روك"، تراجعت عن بعض التزاماتها المناخية التي اتخذتها في السابق، بما في ذلك انسحابها من مجموعة مديري الأصول ذات صافي الانبعاثات الصفري في يناير الماضي.

وأوضح المراقب المالي أن تراجع هذه الشركات عن التزاماتها المناخية يضعها في موضع خطر فقدان العقود المربحة مع صناديق التقاعد في نيويورك.

صناديق التقاعد في نيويورك

تدير صناديق التقاعد في نيويورك، مثل نظام تقاعد موظفي المدينة (نايسرز)، أصولًا تقدر بنحو 284 مليار دولار، وتستثمر هذه الصناديق في مجموعة واسعة من الأصول، بما في ذلك الأسهم والسندات، ويشارك فيها العديد من كبار مديري الأصول مثل "بلاك روك".

ومع ذلك، فقد شهدت هذه الاستثمارات انخفاضًا في العام الماضي، حيث تراجع إجمالي الأصول المدارة لنظام "نايسرز" من 19 مليار دولار إلى 16.8 مليار دولار بعد عمليات بيع الأصول وتقلبات السوق.

ووجدت صناديق التقاعد في نيويورك، التي تمتد فترة استثماراتها لعقود طويلة بسبب الحاجة إلى دفع مستحقات المتقاعدين، نفسها في مواجهة صعوبة كبيرة في التنسيق مع مديري الأصول الذين يواجهون ضغوطًا قانونية وسياسية قصيرة الأجل بشأن سياسات المناخ.

ونظراً لذلك، قررت هذه الصناديق إعادة تقييم استثماراتها ومديري الأصول الذين يتعاملون معها، مبدية استعدادها لإعادة طرح التفويضات الاستثمارية للمناقصة في حال فشل مديري الأصول في تقديم خطط عملية للتحول نحو اقتصاد منخفض الانبعاثات.

المعايير الجديدة للتقييم

سيتم تقييم مؤهلات مديري الأصول وفقًا للشفافية التي يقدمونها حول الانبعاثات الناتجة عن استثماراتهم، بما في ذلك الانبعاثات غير المباشرة، مثل تلك التي تأتي من الأعمال التجارية مع أطراف ثالثة.

كما ستتم مراعاة محفظاتهم الاستثمارية بشكل عام وليس فقط الأموال التي يديرونها لمصلحة صناديق التقاعد في نيويورك، ومن المتوقع أن يدفع هذا التوجه الجديد إلى تصعيد الممارسات المناخية التي تتوافق والأهداف البيئية الطويلة الأجل التي وضعتها المدينة.

وتعد هذه الخطوة من جانب مراقب الحسابات في نيويورك، براد لاندر، جزءًا من جهود أوسع لدفع شركات مثل "بلاك روك" لتبني سياسات مناخية أكثر طموحًا، وقد وصف بيت سيكورا، مدير الحملات المناخية في منظمة "مجتمعات نيويورك من أجل التغيير"، ما يحدث بأنه نتيجة للحملة التي شنتها شركات النفط والغاز، بالإضافة إلى بعض الشخصيات البارزة مثل إيلون ماسك، بهدف شيطنة السياسات البيئية والاجتماعية والحوكمة، مما أدى إلى توقف شركات مثل "بلاك روك" عن المشاركة في المبادرات المناخية.

مواقف نيويورك السابقة

تعد هذه الخطوة جزءًا من السياسة المستمرة لمدينة نيويورك في الضغط على مديري الأصول للتوافق مع المعايير المناخية، وهو ما بدأت المدينة في تطبيقه منذ عدة سنوات، ففي الماضي، كانت نيويورك قد اتخذت مواقف قوية ضد الاستثمار في الوقود الأحفوري، وهو ما نجحت في الدفاع عنه من خلال القضايا القانونية. وقد عملت المدينة على إنشاء سياسات محددة لسحب استثماراتها من هذه الصناعات، معدة استثماراتها يجب أن تتماشى مع أهدافها المناخية.

وفي عام 2022، توصلت "نايسرز" إلى اتفاق مع بعض البنوك الكبرى مثل "جي بي مورجان" و"سيتي" و"البنك الملكي الكندي" حول الشفافية في تمويل الطاقة النظيفة مقابل تمويل الطاقة الملوثة.

وأعلنت عن نيتها دفع المزيد من العمل المناخي في اجتماعات المساهمين، ما يسلط الضوء على التزام المدينة المتواصل بمواجهة التحديات المناخية من خلال التأثير على أسواق المال والاستثمار.

وتظهر سياسة صناديق التقاعد في نيويورك تحولًا جذريًا في كيفية التعامل مع قضايا المناخ في الاستثمارات الكبرى، فبدلاً من مجرد تبني سياسات رمزية، تشدد المدينة على ضرورة تقديم خطط واقعية وموثوقة تسهم في تحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفري بحلول عام 2040.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية